عيون معصوبه ډفنا عمر
مطعم واتعشينا بيتزاهت وبعدين أكلنا طواجن أم علي عشان أختي رهف بتحبها أوي
بينما صاحت الأخيرة وهي ترفع كف والدتها
شوفتي يا تيتة بابا جاب لماما ايه وجاب لكل واحدة فينا حلق دهب كمان شوفتيهم
واستعرضت الصغيرة أذنيها للجدة ببراءة لا تشوبها خبث فتبادل أبويهما النظرات ثم غمغم يونس وهو يربت علي كتف والدته كي لا يخذلها تسلم ايدك يا ماما زي ما بنتي قالت أتعشينا بره بكره الصبح هنزل أنا والبنات عشان ندوق الرز بلبن بتاعك
زي مابتحبو يا ابني
ممكن أدوقه
سماع هتافها جعل عيناه تجحظ وهو يرمق زوجته بدهشة بعد ما قالته بينما تطالعها والدته بذهول مماثل غير متوقعة أن تسمع صوتها فضلا عن أن تقبل تناول شيء من يدها
قالتها الصغيرة حفصة وهي تتعلق بكف والدتها ليتعاظم شعور الجدة بالدناءة والخسة أمام نفسها بقوة تذكرت ما فعلته كأنها كانت أخرى نفضت عنها تخبطها وتمسكت بأذيال الفرصة وهي تصيح بحفاوة حقيقة تلك المرة طب يلا ادخلو يا حبايبي وانا هجيب أطباق للكل
دلفوا جميعهم فقالت رهف أنا بطني مليانة مش هقدر أكل تاني يا ماما ثم حدثت شقيقتها أنتي مفجوعة ياحفصة أزاي هتاكلي بعد ما اتعشينا بيتزا وام علي
ڼهرتها رضوي ويونس يعتصر كفها بين راحته يريد غمرها بقبلاته لموقفها المشرف لأنها لم تكسر خاطر والدته ورفقت بها منحته نظرة متفهمة تلقفها بحب وشكر كأنه يعدها أن يكافئها بالكثير فابتسمت له لتأتي الأخرى حاملة أطباق حلواها بحماس غير مصدقة أنهم الآن بين جدران منزلها
لم تستطع الصمود تلك المرة جرفها تيار مشاعرها المذنبة لعاصفة بكاء بدأت بسحابة دموعها تكثفت بين مقلتاها وأنهمرت سريعا ليضمها إليه يونس رابتا عليها لتهدأ
طب خلاص ماتبكيش هناكل الرز بلبن
وانا كمان بس ماتزعليش
الأولي من حفصة والثانية قالتها رهف أما الثالثة من أبرار ليعلوا صوت نحيب الجدة بين ذراعي يونس فيحتويها أكثر ثم نظر لأكبر صغاره قائلا حبيبتي خدي المفتاح من ماما واطلعي فوق مع اخواتك
حفصة لا أنا عايزة افضل مع تيتة يا بابا
رمقها بحنان اسمعي كلام بابا ولا عايزاني ازعل منك
لم يعد غير ثلاثتهم بعد صعود الصغار فأجلسها فوق أريكة قريبا وجثى على ركبتيه محتويا وجهها بين راحتيه كفاية يا أمي دموعك غالية عندي
ظلت كتل جسدها تهتز بكاء منكسة رأسها لا تقدر علي النظر إليه فرفع وجهها عنوة لتبصره ثم قال يا ماما مهما حصل انتي امي وحبيبتي ورضاكي ودعاكي أهم حاجة عندي خلاص اللي حصل حصل أنا مش زعلان منك ثم نظر لزوجته مرسلا
رمقته الأخيرة بغموض طال معه صمتها قبل أن تقول لأ زعلانة
سقط قلبه بين ضلوعه وشحبت ملامحه لتصيح بعدها بمرح وهي تمسك إحدي كفيها جاثية أرضا جوار زوجها أديني مروحتي وسجادتي وصواني التيفال الأول يا حماتي
رمقتها الأخيرة بدهشة غير مصدقة أنها عادت
تمزح معها ليقول يونس ملتقطا طرف مزاحها طب وبالنسبة للأسورة الدهب اللي دفعت فيها ډم قلبي مش عجباكي يا ست هانم ماهي دي بدال صوانيكي ومروحتك
نقلت بصرها بينهما وجبل ذنبها يزداد ارتفاعا وثقلا لتقول بصوت مبحوح من البكاء سامحوني يا ولاد حقكم عليا أنا ظلمتك انت ومراتك يا يونس جيت عليك وكنت أنانية أكلت شقاك لاخوك زي ما قلت ومش عيب وانا في عمري ده لما اقول انكم علمتوني درس مش هنساه لو حد تاني غيركم ما كانش بص في وشي تاني لكن انتم فيكم الخير سامحوني يا ولاد سامحوني
ثم عانقت كليهما بقوة رابتة علي ظهورهما ثم
ابتعدت وغابت عنهم لحظات وعادت تحمل بيدها مغلف ورقي وقالت خد يا بني فلوسك اهي رجعتلك وكمان ماتبعتش ليا شهرية تاني أنا خلاص يا يونس مش عايزة منك حاجة غير انك ترجع تبرني وتحبني وتسأل عليا خلي فلوسك لمراتك وبناتك وانا معاش ابوك هيكفيني ويكفي علاجي ماتشلش هم وأخوك وائل من هنا ورايح هخليه يعتمد علي نفسه محدش فينا هيطمع فيك تاني أوعدك
تمزق نياط قلبه لكسرتها
تلك قبلهم
دمعت عين رضوى وتأثرت بحديثهما ورغم ڠضبها السابق من طيبة زوجها الآن شعرت بالفخر به وهو يغرق والدته ببره وحنانه ربتت علي ظهره وقالت وانا معاك في كل كلمة يا يونس حماتي قبلنا
نظرت لها الحماه ومازالت تصدمها الدهشة من تسامح زوجة أبنها وفعلت أخيرا ما تمنته كثيرا منذ ما حدث عانقت رضوي بقوة وهي تملس علي رأسها قائلة سامحيني يابنتي أنا ظلمتك وجيت عليكي وحرمتك من خير جوزك وكنت مفترية وقاسېة حقك علي راسي يا بنت الأصول
خلاص يا حماتي مسمحاكي ونسيت كل حاجة خلينا نفتح صفحة جديدة مع بعض
ابتعدت عنها وقالت طب ارجعي قوليلي يا طنط أو ماما زي الأول وبلاش حماتي دي أنا بحس ان الكلمة دي شتيمة
تجمدت حدقتي رضوى ويونس لحظات ثم اڼفجرا مقهقهين بقوة لدعابتها العفوية وقالت الأولى مازحة بصي هي مش شتيمة بس دايما كنت بقولها بغيظ دفين كده وانا شايطة منك يا
والله يا ماما نفس رأيي بالظبط
ثم نهض وساعد زوجته لتنهض معه الصبح هننزل كلنا نفطر معاكي يا ست الكل
منحته نظرة يسيل منها الحنان والرضا وهي تقول مستنياكم من دلوقت يا غالي يلا خد مراتك واطلع ربنا يهدي سرك ويريح قلبك زي ما ريحت قلبي
قبل رأسها ثم اصطحب زوجته صاعدين للصغار
بعد وصال جارف روي به ظمأه لها راح ينظر إليها بين ذراعيه بطريقة أذابتها فانغمست به أكثر ليهمس جوار أذنيها انتي أصيلة يا رضوى وعمري ما هنسي رد فعلك مع أمي وإنك مش كنتي فظة وانتقمتي منها شكرا انك راعيتي سنها ومكانتها عندي ومشيتي المركب وحقك عليا مليون مرة علي اللي حصل منها واوعدك ده مش هيتكرر تاني مش أمي بس اللي اتعلمت الدرس أنا كمان فهمت الفرق بين اني اكون طيب ومطيع لدرجة العمى واني اسيب حد يستغلني حتى لو أقرب الناس مش هخلط تاني الأمور واسيبكم تحت رحمة حد حتى لو كانت امي محدش بعد كده هيعرف عننا حاجة
تنهدت ومازلت قابعه بين أحضانه مغمغمة كلنا بنغلط يا يونس المهم اننا نتراجع ونصلح غلطنا قبل فوات الآوان ثم رفعت وجهها إليه أنا عمري ما همنعك تأدي واجبك ناحية أمك واخواتك ولا اخليك تقسى عليهم كل اللي طالباه ميزان عدل مايظلمش حد فينا يعني ولا تظلمنا عشان أهلك ولا تظلم أهلك علشانا وفي نفس الوقت كل واحد يعرف حقوقه تساعد اخواتك ماشي بس بدون ما حد يستغلك ويستحل شقاك اللي بناتك أولي بيه لأنهم مالهمش الحتة اللي في الشمال ياجدع
ابتسم وشدد بضمھا بحبك يا
رضوي
رفعت رأسها إليه ومازحته طب خلي امك تديني سجادتي الغالية وصواني التيفال
قهقة وقال وغلاوتك لاشتريلك أغلي سجادة تعجبك وتشاوري عليها وطقم تيفال كامل
ابتسمت وعادت تفترش برأسها صدره مطمئنة بسلام عاد يغمر روحها من جديد ثم استسلما معا لغفوة متعانقين بوجوه باسمة
يونس عامل ايه يا اخويا
رمقه بنظرة ذات مغزي وقال الحمد لله
يا حسان بخير
طب مش ناوي تجيب مراتك والبنات وتتغدي عندي يوم قبل ما تسافر تاني
صمت برهة ثم قال باقتضاب خليها للظروف
وهم بالسير بعيدا ليوقفه شقيقه استني عايز اكلمك ظل يونس يواليه ظهره صامتا فاستطرد الأخر أنا ماكنتش اعرف ايه اللي بيحصل بين مراتك وامي انت عارف اني بخلص شغلي اخر الليل وباكل لقمة مع العيال
وبنام للصبح ولما لاحظت شوية توتر بينهم سألت مراتي قالتلي ان رضوى اتخانقت معاها عشان الحاجات اللي اتاخدت من شقتها بدون علمها قلت في بالي انك عارف وهتحل الموضوع بينهم وسكت لو اعرف إن
إن ايه كمل يا حسان أنت في نفس البيت عايز تقولي ولا مرة حاولت تسأل علي بنات اخوك ومراته تطمن بنفسك كنت مستني صدفة تجمعك بيهم عشان تفهم اللي حاصل ولا كنت شايف وقلت وانا مالي اهم حريم و يصطفلوا
اهتزت حدقتي حسان بتوتر فقال يونس أنت اخويا وعارف طبعك طول عمرك تحب تبقي مع نفسك ومالكش دعوة بحد بس يعز عليا يا اخويا ان بناتي ومراتي يحصل فيهم كده وانت معاهم بيتقفل عليكم باب عمارة واحدة كنت فاكر لما اسيبهم هنا هيكونوا في حمايتك كنت فاكرك عيني وسطيهم وقت الجد هتسد مكاني بس كل واحد فيكم اتعود يفكر في نفسه وبس اتعودتم تاخدوا وماتدوش
تنهد بأسي مستأنفا على كل حال اللي حصل مش هيتكرر أنا هاخد مراتي وبناتي معايا تاني وأنا مسافر مش هسيبهم مش مهم اعمل قرش للزمن زي ما كنت عايز وجودهم في حضڼي بالدنيا وما فيها مادام ماليش هنا ضهر اتسند عليه يبقي خلاص واهي تجربة وعدت واتعلمنا
يونس
أوقفه ثانيا واقترب ليواجهه حقك عليا يا اخويا أنت طول عمرك كبيرنا وفي مقام ابونا رغم ان فرق العمر مش كتير أنا فعلا كبرت دماغي وعملت نفسي مش فاهم وقلت امي تتصرف زي ما هي عايزة واكيد انت عارف وموافق بس كان لازم اهتم واراعيهم واسد اللي امي قصرت فيه سامح اخوك الصغير يا يونس ولو عايز تسيبهم في مصر عشان توفر لهم قرشين اطمن أقسم بالله ما هغفل عنهم تاني وهيكونوا في رقبتي وده قسم هتحاسب عليه قصاد ربنا ووائل هعرفه ازاي ينشف ويعتمد علي نفسه مش هسيبه لامي تدلعه وتحل
مشاكله زي الأول المهم ماتمشيش زعلان مننا عشان خاطري
كيف يقسوا والقسۏة ليست في طبعه
مهما حدث لا يساعه إلا أن يغفر لهم هم أهله واحبائه وبمثابة صغاره بسط ذراعيه يدعوه لعناق فتلقفه حسان بقوة وأسفه يغمر وجهه فربت عليه يونس خلاص يا حسان احنا اخوات مهما حصل والزعل راح لحاله أما رضوى والبنات انا هاخدهم معايا لأن لقيت ان مافيش حاجة تستاهل ابعدهم عني
ثم مازحه وهو يبتعد عنه بس مش هسافر قبل ما تعملي عزومة رومي وبط ومحشي من بتاع زمان
منحه ضحكة دامعه وقال من عيوني حالا هشتري الطلبات لمراتي وهتشتغل فيهم من دلوقت
لا ياسبع خليها الجمعة يوم أجازتك انهاردة أخو مراتي عازمنا عنده يلا روح شوف رزقك ربنا يوفقك
كاد ان يغادر لكنه استدار ثانيا يقول بجد مش زعلان يا يونس
ابتسم رابتا علي كتفه كأنك مش عارفني
أطيب قلب في العالم كله أنت الوحيد اللي طالع لابويا الله يرحمه اخدت كل حنيته وأخلاقه
الله يرحمه يا حسان الله يرحمه
يلا بقي روح لحالك وبالليل نتكلم
ماشي يا اخويا
بجد يابابا هنرجع معاك يعني خلاص مش هتسيبنا لوحدنا تاني
ربت على رأس ابنته حفصة لا ياحبيبتي مش هسيبكم منين ما اكون هتبقوا معايا
أبرار أنا فرحانة أوي يا بابا انك هتاخدنا عشان خاطري ما تسبناش لوحدنا تاني ابدا
تنهد وطيف حزين غزى خياله وقال مټخافيش يا بنتي مش هيحصل روحي بقي نادي ماما وحفصة عشان ننزل نقعد مع تيتة وأعمامك شوية خلاص بكرة مسافرين
حاضر هشوف خلصت رص الشنط ولا لسه
ماما خلصتي بابا بيقولك يلا عشان ننزل لتيتة
أنزلوا وانا هحصلكم يا أبرار
طب ما نستناكي
لسه قدامي شوية قولي لبابا انزلوا انتم
ماشي
ألتف جميعهم حول طاولة الطعام فصاحت والدتهم أستنوا أما رضوي تنزل ماتستعجلها يا يونس
رنيت عليها وكنسلت شكلها نازلة
غارت زوجة حسان من هذا الاهتمام المباغت بسلفتها بعد أن كانت هي حبيبة الحماة الوحيدة فقالت بدفع من غيرة مضرمة داخلها ألا صحيح يا يونس مش ناويين كده تجربو تاني يمكن ربنا يكرمكم بحتة عيل المرة دي يخلد أسمك في الدنيا بدال
سحر أنتي اټجننتي ولا اتهبلتي في مخك
هدر بها زوجها وهم بصفعها فمنعه شقيقه الأكبر مهدئا
والله ياما ولاد جابوا الكافية والمړض لأهاليهم الرك علي التربية وبنات يونس هما اللي هيخلدوا
أسموا بأخلاقهم وسيرتهم الحلوة وسواء خلف ولد ولا محصلش نصيب ضافر أصغر عيلة عند
ابني برقبة مېت واد يا سحر فهماني يا نضري
ومضت عين يونس بنظرة شكر وتقدير ورقص قلبه فرحا من دفاع والدته الحار عنه وعن بناته بينما الأخري احتقن وجهها بقوة وغمغمت فاهمة ياحماتي
السلام عليكم
الټفت جميعهم لرضوى واړتعب يونس من أن تكون سمعت شيئا فقالت مبتسمة معلش ياجماعة اتأخرت عليكم كنت بحضر الشنط واخدت وقت زي ما انتوا عارفين ثم دنت من والدة زوجها وقالت دي شوية نواشف وتوابل وبرجر وسجق ياطنط قلت تستخدميهم انتي عشان وائل بيحبهم وعملت حساب وسحر كمان
تسلمي يابنتي
حفصة يلا بقي ياماما جوعتينا وتيتة عاملة اكل حلو اوي
حدجت حفيدتها بحنان قائلة بألف هنا يا روح تيتة يلا ولاد بسم الله وراحت توزع علي الجميع الطعام ثم بدأت سهرة عائلية أخيرة قبل سفر ولدهم الأكبر
غطت وجهها بطبقة كريم مرطب لبشرتها ويدها ثم اضجعت جوار يونس وقالت أنا سمعت كلام مرات أخوك عن خلفة الولد
واتأكدت انها فعلا ندمت واتغيرت معانا بجد جبرت خاطري بعد ما كلام مرات اخوك جرحني فعلا مع أني والله بحمد ربنا ليل نهار علي الملايكة اللي عندنا غيرنا مش طايل ضفرهم
ثم تنهدت مع قولها يلا الله يسامحها ويهديها
مازعلتيش
متخافش أنا مبسوطة عشان راجعة انا وبناتي معاك يونس انا من غيرك فعلا بكون ضايعة ربنا مايفرقنا تاني ابدا
اللهم امين يا رضوى يلا ننام بقي عشان طيارتنا بدري وكمان عايز برضوا اقعد مع امي شوية قبل سفرنا أحسن دي بټعيط من دلوقت صعبان عليا فراقها اوي
معلش بكرة تتعود واهو شوية وهتتلهي في جواز اخوك وائل صحيح هو ليه ماكانش معانا انهاردة وكمان راندا أختك ماجتش
راندا لسه في أول حملها ومقدرتش تيجي بس انا زورتها من يومين اطمنت عليها أما وائل لا كان موجود ومشي قبل ما تنزلي بشوية الصنايعية وصلوا عند شقته وكانو محتاجين المفتاح عشان يدخلوا يشتغلوا فاضطر يستأذن مني وبصراحة حاول يراضيني واعتذر عن استهتاره ووعدني انه هيتغير انا برضو ظبطه بكلمتين جامدين عشان ينشف شوية ربنا يهديه ويكون استوعب كلامي وهيلتزم زي ما قال
تثائبت وهي تقول إن شاء الله ربنا يصلح حاله يلا بقي ننام
اعتدل وأخذها بين ذراعيه ولم يمضي الكثير إلا وهما غارقين بنوم عميق
قلبه مفطور لبكائها قبل أن يغادر فحاول تهدئتها وبعدين يا ماما هو انا مسافر ليه مش أكل عيشي
ڠصب عني تعودت عليكم بالله عليك ما تطول الغيبة عليا ياعالم الوجوه هتتقابل ولا
كده برضو يا ماما توجعي قلبي وتزعليني وانا مسافر
لا ياضنايا ماتزعلش حقك عليا بس تكلمني لما توصل وكل يوم
وكل ساعة لو عايزة بس انتي اتعلمي تردي على فايبر أو إيمو
كيمو مين اللي ارد عليه يا ابني أحياة النبي ما اعرفوا هو معاه رقمي طيب
اڼفجر أحفادها الثلاث بالضحك ومعهم رضوى فعاتبهم يونس بنظرة كاتما ضحكته هو الأخر عيب يابنت منك ليها تضحكوا علي كلام تيتة
حفصة ياتيتة أسمه إيمو ده برنامج اتصالات علي النت ازاي مش عرفاه بس
وأنا هعرفه منين بابنتي
أبرار ولا يهمك يا تيتة أنا هبقي اعلمك ازاي تستخدميه لما اكلمك من هناك
غمرتها بحنان هي وشقيقتاها ثم نظرت لرضوى وهتفت مسمحاني يابنتي
من عنية
صاح يونس يلا نمشي بقي عشان روتين المطار بياخد وقت
تسارعت دقات قلبها من ۏجع الفراق لكنها اخفت دموعها بكل ما أوتيت من قوة بالسلامة يابني ألف سلامة يا يونس قلبي وربي راضين عنك هدعيلك في كل ساعة فجرية وكل شروق يسلمك من المهالك يا ابني
قبل وأسها طويلا واغرورقت عيناه دعواتك دي زادي في سفري يا أمي أدعيلي دايما أشوف وشك علي خير ياغالية
حلقت الطائرة في الهواء وتبخرت معها كل الذكرايات السيئة في نفس رضوى ويونس
والصغار
سقطت عن الأذهان مواقف قاسېة وحل محلها أخرى مغايرة رممت شروخ الروح التي بدت لن تندمل قط لتبدأ للتو صفحة جديدة في حياة الجميع
وعلاقات أكثر احتراما وحبا ومراعاة للخصوصية
تمت بحمد الله
منتظرة رأيكم