رواية أهلكني حبك بقلم دينا ناصر
المحتويات
المقدمة والفصل الأول
مقدمة
وقفت حور جانبا بعيدا عن أنظار الجميع تتلصص على المشهد المؤلم الذي يكاد يفتك بها فها هو ذا زوجها العزيز يصطحب معه زوجته الثانية في رحلة عمله شهقة مكتومة خرجت منها ودموعها تتساقط بغزارة كما لم تنزل من قبل وتنهدت بحسرة فهي قد خسړت كل شيء فهي وهو متزوجان منذ أربعة سنوات ما أن تخرجت من الجامعة
قالت والدة نهى وهى تبكى
متى ستعودان يا بني سأشتاق لنهى كثيرا
وهنا قاطعتها فاديه والدة أوس قائلة
ومنذ متى نعرف متى يعود أوس يا محاسن أن العمل هو العمل وعليه متابعة أعمال العائلة هيا كفى عن النحيب فهذه ليست أول مرة تبتعد عنك نهى فهي كانت بالمدينة الجامعية أثناء دراستها
توقف يا محاسن عن هراء النساء هذا وهيا اصعدي غرفتك فأوس تأخر وعليه الرحيل الآن
ثم أضاف قائلا لأوس
هيا يا أوس خذ زوجتك واذهبا
فقالت نهى لوالدتها بابتسامة مشرقة
لا تقلقي يا أمي سأتصل بكى كل يوم
ثم عانقتها سريعا وبعدها ركبت السيارة وبعدها رحلت كلا محاسن وفاديه ودخلوا القصر أما سالم وضع يده على كتف أوس قائلا له بامتنان
لكن أوس رد عليه مقاطعا بجدية مفرطة
لا بأس يا عمى لا تقلق فلن يحصل سراج الأحمدي على تلك الصفقة وستكون قطعا وبلا شك من نصيبنا فأنا قد أخذت احتياطاتي جيدا فذلك الوغد لا ينفك يحاول جاهدا التنافس معنا لكنى أعرف جيدا كيف يفكر لذا أسبقه دوما بخطوات و
قاطعه عمه وهو يهز رأسه قائلا
فتنهد أوس بفراغ صبر وربط على كتف عمه وقال بحسم
حسنا سأذهب لا تقلق
وركب السيارة وانطلق أما عمه نظر في أثرهم وهو يفكر فتابعت حور كل هذه الحوارات المؤلمة بالنسبة لها ثم نظرت لحقيبة السفر المعدة التي بجانبها بأسى يا لسخرية القدر فهي منذ عشرة أعوام قد جاءت مع والدتها بحقيبتها ودخلت هذا القصر الشؤم وها هي اليوم تخرج منه فإن كان دخوله كان صعبا سابقا فالخروج منه أسهل بكثير فوالدتها المسكينة ظنت أنها ستكون بأفضل حال داخل جدران هذا القصر ومستقبلها سيكون الأفضل لذا داست على كرامتها وأتت ذليلة تطلب السماح لتعود مجددا تحت جناح عائلتها تذكرت حور حياتهما الدافئة مع والدها الذي كان يعمل ليلا ونهارا كادحا من أجلهم
أمسكت حقيبتها وخرجت من القصر دون أن تنظر ورائها فلم يعد هناك شيء يخصها هنا فحتى زوجها لم يعد يخصها بعد الآن بعد أن تزوج منذ أسبوعان من ابنة عمه نهى نهى الهيفاء الجميلة الفاتنة فهل يا ترى بعد أن ذاق تلك الحلاوة الصافية هل سينظر لزوجته الأولى عادية الجمال زوجته التي وضعها دوما علي الهامش أغمضت عينيها بقوة وهي تقرر وتصمم علي البدء من جديد بحياة تمسح بها اسم الهلالي من قاموسها تماما
لكن رغما عنها وهي تبتعد ظلت
ذكريات من الماضي تداعب مخيلتها وتؤرقها وكلمات والدتها رحمها الله تتردد برأسها
كوني قوية فتلك العائلة قاسېة لا ترحم ولا أحد يعتبرك واحدة منهم كونك لا تحملين لقب الهلالي وسينتظرون لحظة وقوعك وسيقومون بالاستهزاء بك لذا لا تظهري ضعفك أبدا أمامهم كوني قوية خصوصا أمام جدك وأكملي تعليمك واستفيدي من كل شيء من تلك العائلة قدر المستطاع
الفصل الأول
تساقطت الأمطار ببطيء كقطرات الدموع فوق ذلك القصر المهيب بأحدي المناطق الريفية وتوقفت علي بابه امرأة تلاعبت السنون بوجهها رغم سنها الذي لم يتجاوز الخامسة والأربعون وجعلتها تبدو كامرأة عجوز وبجوارها وقفت فتاة شابة بالكاد يبلغ عمرها السادسة عشر وقد كان الانفعال المرتسم علي وجهها لا يختلف كثيرا عن كآبة الجو الممطر كالأمطار التي تساقطت من عينيها وهي تنظر لوالدتها قائلة بنحيب
ماذا نفعل هنا يا أمي دعينا نذهب أرجوك
بلعت المرأة ريقها بصعوبة ونظرت للفتاة قائلة وهي تحاول الابتسام بصعوبة
هذا قصر جدك يا حور وعليك الاستماع لي جيدا الآن أنت بحاجة له كلانا بحاجة له حاليا
صاحت حور بها پغضب قائلة
كلا أنا لست بحاجة له قلت لك سأعمل ولن نحتاج له ولا لنقوده
سقطت دموع والدتها أكثر وقالت لها پألم
سوف أركع علي ركبتي وسأتوسل إليه من أجلك ومن أجل مستقبلك
فها الزمن يدور وتنقلب الأدوار دوما فهي منذ وقت طويل لم تعد تذكر عدده هربت من هذا القصر لتتزوج الرجل الذي تحب ضد رغبة جاسر الهلالي والدها القوي المهيب والمخيف وقد كان والد حور يعمل بشركات العائلة العريقة التي لم تسمح يوما بتاريخها الطويل بأن تتزوج أحدي بناتها بشخص خارج عائلة الهلالي لكن حور أخرجتها من أفكارها عندما قالت بتمرد وڠضب
لماذا يا أمي لماذا! ألم تخبرين أنكى لم ټندمي يوما على الزواج من أبى
ردت والدتها بحزن عميق وقالت
أبدا لم أندم لحظة واحدة
قالت حور بثورة وقهر
إذن لماذا تعودين لذلك المتعجرف القاسې الذي جردك من كل شيء
مسحت والدتها دموعها سريعا محاولة إخفائها عن حور وقالت بحسم
فقط علينا العودة إلى القصر يا حور فأنا مضطرة لذلك فقط من أجلك فهنا ستكملين تعليمك وستعيشين حياة كريمة خالية من الفقر والحاجة
قالت حور پغضب
كلا
متابعة القراءة